خَبَّرَنى عن رَسولٍ كريمْ
عادَ مكةَ بَعدَ ثمانِ سنينْ
وقد غَمَرَتْ دَعوتُهُ الفَضَاءْ
وحينَ ظَفَرَ بمن طَرَدُوه آنِفاً؛ عفا
قال أذهبوا .. أنتمُ الطُلَقَاءُ
...
حَدَثتُهُ عنِ الأتابِكِ؛ مُرَبِىْ الأمراءْ
مُحَاصِراً بَعْلَبَكْ طَالِباً دمشقْ
آملاً وحدةَ الشامِ حامياً مِصرْ
وحينَ ظَفِرَ بحاميتِها
قَتَلَهُم جميعاً .. أسكنهم الغبراءْ
************************
...
خَبَّرَنى عن قومٍ فى السَقيفةْ
يُشَاوِرُ أنصارُهُم مُهاجِرِيهم
فى إختيارِ إمامٍ يَحمِلُ اللواءَ من بعدِ النبى
ليخرجوا بعدَ ثلاثةِ أيامٍ فقط
بالصِدّيقِ للرسولِ خليفة
...
حَدَثتُهُ عن معشرِ الحُمَيْمَةْ
يدعون لإمامِ الرِضا من آلِ بيتِ خيرِ الخَليقةْ
يذيعون منَ الشعرِ بيتاً يَستَنكِرُ
لبنى البناتِ وراثةُ الأعمامْ
وبعدَ أعوامْ .. لم يبقْ لأموْىٍّ رأساً على عُنقٍ وثيقةْ
************************
...
قالَ باللهِ حَسْبُكَ الهذيانْ
أُخَبّرُكَ الكمالَ وتحكى لىْ النُقصانْ
قلتُ صبراً .. هذه كانت البدايةْ
أو إن شأتَ قلْ؛ منتصف الحكايةْ
وهاكَ تفاصيلُ النهايةْ
...
بعد مقتل زنكى؛ يحاصر معين الدين إنر بعلبك ويستعيد حصنه مرة أخرى، فيبقى على الحامية (جند زنكى) ويتخذ من رئيسها (نجم الدين أيوب) وزيراً. أما عن دمشق؛ فيستوليها نور الدين محمود (ابن عماد الدين زنكى) بالمصاهرة لا المحاصرة.
...
أما عن أمراء بنى أمية؛ فقد أغنى صقرها الفار منها عن زمرة بنى عمه القتلى؛ فدخل الأندلس فردا، ليدفن فيها بعد سنين وهو أعظم ملوك البلاد، ليغبطه بنو العباس (أعداؤه) ويلقبونه بصقر قريش.
...
لم يكن إنر أو عبد الرحمن بن معاوية بلا نقصان؛ فالأول حالف الفرنج والآخر عاش فى ترف البيت الأموى، ومثلهم كان خصومهم؛ لكنهم جميعا أكملوا المسيرة رغم ما كان من خلاف؛ كقمر ناقص يبدد ضوءه الظلام محاولا أن ينكر عن البدر إختلاف.
...
...
خمسةٌ من الليالى مَرَرَنَ
بعدَ إنتصافِ المُحَرَمِ
والقمرُ فى سماهِ يُقَاتِلُ الظلامْ
فى شهرٍ مُحَرَمٌ فيه القتالُ إلا لرد العِدا
والعَتْمُ فى كلِ ليلةٍ يَبتَدِأُ الخِصَامْ
يا قمرَ الشهرِ العَرَبىِ الحَرَامْ
************************
...
يا قمرَ التَاسِعِ عَشْرْ
يا قَمَرَ الجِهادْ
رِفقاً بِنَفسِكَ يا صاحبى
قد وفيت الميعادْ
تُقَاتِلُ بِثُلُثٍ نَاقِصٍ جَيشَ الظلامِ
لتُأنِسَ بالضِيا المَنصورِ السُهَادْ
************************
...
تُطِلُ فى العراءِ على عاشِقَيْنِ
يَحْرِقُ قَلبَيهُما فى الليلِ الهوى
فتُزكى بنورِكَ نارَ الغَرَامِ
وتُغنى أن يَحرِقَ الشَمعُ الهوا
وتَحكى بِنَقصِكَ نَقصَ جَمَالِها
وتَعمى بسحرِكَ، عن النقصِ، عينَ حَبيبِها
************************
...
أراكَ فأرى فى حالِكَ حَالى
وأذكرُ بنَقصِكَ نَقَصَ خِصالى
و أُلقى على الدهرِ عَتَبَكَ ولَوْمى
وأَبْحَثُ فى سَنَاكَ فُرجَةَ همى
لأجدَ فى ضوءِكَ عن نَفسِى الرِضَا
إذ يَبتَغى فى البدرِ بَعضَ الكَمَالِ
************************
...
دَنَا القمرُ لما أَتَانى فى المنامِ
وقالَ وبَوْحُ الليلِ صِدْقُ الكَلامِِ
سَلامٌ على كلِ أَهلِ الشَامِ وأَهلِ أندَلُسِ
سَلامٌ على سَلاطينِ الجِهَادِ ما خَلَوْ من نَقصى
ورَحمةُ اللهِ على كلِ أهلِ الطِعَانِ
ورَحمةُ اللهِ بمن عاشَ فى ذا الزَمَانِ
...
...
عمرو عشماوى 26-05-2009
Tuesday, May 26, 2009
قمر التاسع عشر
Wednesday, May 13, 2009
رابطة العنق (La cravate)
فى إحدى المراكز التجارية الكبرى يتنزهان، يسيران جنبا إلى جنب دونما أن ينظر أحدهما للآخر؛ هى منبهرة بكل ما حولها كأنها زيارتها الأولى لهذا المكان، تنظر فى جميع واجهات المحلات التى تمر بها أياً كانت السلعة المعروضة، كانت كفراشة تطارد الأضواء دونما مأرب، أما الفراشة فتحترق، وأما هى فتشتعل شوقا لشراء كل ما ترى حتى لو كان لباسا للأطفال. أما هو فيكتفى بمراقبة المارة جيئةً وذهابا.
.....
فى حالهما هذا؛ كانت لا تتوقف عن الكلام؛ نبيع هذا ونشترى ذاك، أو نصبر قليلا حتى ندخر المزيد من المال فنشترى الآخر، أو نقترض من البنك و نشترى كليهما، لا تقلق؛ سوف يغطى نصيبنا من أرباح الشركة هذا العام الفوائد المضافة على القرض، المهم أن لا يتأخر الراتب كالشهر الماضى، كلام لا ينتهى عن العمل والمال.
.....
كان يكتفى بموافقتها دونما إكتراث، يومىء برأسه أو يصدر صوتا من أعماقه، لا أدرى أيُكتب بالألف أم بالميم، مفاد القول؛ كان الصوت يطمأنها بأنه يوافقها، ويطمأنه بأنها لن تلتفت إليه إذ تأكدت من وجوده بجوارها. هكذا هى زيجات زملاء العمل؛ هى تشاركه خططه المالية وأحلامه الوظيفية، وهو يشاركها راتبها.
.....
لم يصدق عينيه حين رآها فى آخر الممر تمشى بجوار شاب و يتجهان نحوه، للوهلة الأولى؛ توقف؛ وبتوتر؛ نظر يمنة ويسرة كأنما يبحث عن شيئ يختبئ خلفه من أنظارها، لكن بلا جدوى. تابع السير مهرولا ليلحق فتاته قبل أن تكتشف غيابه، وقد أدرك أنه لامفر من أن يلتقيا رغما عنهما، حتى لو كان اللقاء رد الطرف ودونما كلام.
.....
كانت ضربات قلبه تتسارع مع كل خطوة نحوها. بعد سنوات؛ بدت كأن لم تتغير؛ لا تزال بكامل جمالها وأناقتها، لا يزال الوردى لونها المفضل؛ قلما تخلو ملابسها منه، لم تتغير مشيتها أيضا؛ دائما مرفوعة الرأس، لا تتلفت حولها، ولا تنظر موضع قدميها، لكن يبدو أن ذوقها تغير فى الرجال؛ فرفيقها يرتدى عوينات طبية ورابطة عنق، كم كانا يتهامسان سخرية من زملائهما حين يرتدون رابطة العنق ويحكمون إغلاقها، كان يمازحها بأنه لن يرتدى رابطة عنق فى زفافهما؛ والآن ترافق رجلا يرتديها فى مركز تجارى.
.....
بعد أن كان يحاول أن يختبئ منها، صار يرجو أن تراه، فقط تلتقى عينيهما عله يرى فى عينيها ماض لا يدرى كيف فر من بين أصابعه كحبات الرمال، عله يعود، ولو للحظات، كما كان.
.....
لم تعطه مبتغاه، مرت وكأن لم تره، لا يدرى أحقا غفلته؟ أتجاهلته؟ أيمكن أن تكون نسيته؟! لا يدرى ماذا جرى، فقط أحس بإختناق، وبحركة لا إرادية مد يده ليفرك عنقه .. توقف عن المسير فجأة وأمتنعنت عيناه عن الغمض، لم يعد يرى أو يسمع أى شئ حوله، فلم تصل يده إلى جلد عنقه كما توقع، فقد حالت رابطة العنق المقفلة دون ذلك، نعم؛ كان يرتدى رابطة العنق.
.....
.....
عمرو عشماوى 13-05-2009
.....
فى حالهما هذا؛ كانت لا تتوقف عن الكلام؛ نبيع هذا ونشترى ذاك، أو نصبر قليلا حتى ندخر المزيد من المال فنشترى الآخر، أو نقترض من البنك و نشترى كليهما، لا تقلق؛ سوف يغطى نصيبنا من أرباح الشركة هذا العام الفوائد المضافة على القرض، المهم أن لا يتأخر الراتب كالشهر الماضى، كلام لا ينتهى عن العمل والمال.
.....
كان يكتفى بموافقتها دونما إكتراث، يومىء برأسه أو يصدر صوتا من أعماقه، لا أدرى أيُكتب بالألف أم بالميم، مفاد القول؛ كان الصوت يطمأنها بأنه يوافقها، ويطمأنه بأنها لن تلتفت إليه إذ تأكدت من وجوده بجوارها. هكذا هى زيجات زملاء العمل؛ هى تشاركه خططه المالية وأحلامه الوظيفية، وهو يشاركها راتبها.
.....
لم يصدق عينيه حين رآها فى آخر الممر تمشى بجوار شاب و يتجهان نحوه، للوهلة الأولى؛ توقف؛ وبتوتر؛ نظر يمنة ويسرة كأنما يبحث عن شيئ يختبئ خلفه من أنظارها، لكن بلا جدوى. تابع السير مهرولا ليلحق فتاته قبل أن تكتشف غيابه، وقد أدرك أنه لامفر من أن يلتقيا رغما عنهما، حتى لو كان اللقاء رد الطرف ودونما كلام.
.....
كانت ضربات قلبه تتسارع مع كل خطوة نحوها. بعد سنوات؛ بدت كأن لم تتغير؛ لا تزال بكامل جمالها وأناقتها، لا يزال الوردى لونها المفضل؛ قلما تخلو ملابسها منه، لم تتغير مشيتها أيضا؛ دائما مرفوعة الرأس، لا تتلفت حولها، ولا تنظر موضع قدميها، لكن يبدو أن ذوقها تغير فى الرجال؛ فرفيقها يرتدى عوينات طبية ورابطة عنق، كم كانا يتهامسان سخرية من زملائهما حين يرتدون رابطة العنق ويحكمون إغلاقها، كان يمازحها بأنه لن يرتدى رابطة عنق فى زفافهما؛ والآن ترافق رجلا يرتديها فى مركز تجارى.
.....
بعد أن كان يحاول أن يختبئ منها، صار يرجو أن تراه، فقط تلتقى عينيهما عله يرى فى عينيها ماض لا يدرى كيف فر من بين أصابعه كحبات الرمال، عله يعود، ولو للحظات، كما كان.
.....
لم تعطه مبتغاه، مرت وكأن لم تره، لا يدرى أحقا غفلته؟ أتجاهلته؟ أيمكن أن تكون نسيته؟! لا يدرى ماذا جرى، فقط أحس بإختناق، وبحركة لا إرادية مد يده ليفرك عنقه .. توقف عن المسير فجأة وأمتنعنت عيناه عن الغمض، لم يعد يرى أو يسمع أى شئ حوله، فلم تصل يده إلى جلد عنقه كما توقع، فقد حالت رابطة العنق المقفلة دون ذلك، نعم؛ كان يرتدى رابطة العنق.
.....
.....
عمرو عشماوى 13-05-2009
Saturday, May 2, 2009
سوق عكاظ 6
فيما بين هلال ذى القعدة وهلال ذى الحجة من كل عام كان يقام سوق عكاظ فى سهل بين مكة والطائف؛ يُقضى فيه فى كل أمرٍ جلل ويتبارى فيه التجار والشعراء كلٌ بما يملك. ولو إستمر هذا السوق ومرتاديه إلى زماننا، لتغيرت صبغته وتبدلت سلعته، فيجيد شعرائه فى وصف ما لا يستحق طلبا للرزق.
............
أهْدي إليّ بَقِيّة َ المِسْوَاكِ،... لا تظهرِي بخلاً بعودِ أراكِ
............
أهْدي إليّ بَقِيّة َ المِسْوَاكِ،... لا تظهرِي بخلاً بعودِ أراكِ
فَلَعَلّ نَفْسِي، أنْ يُنَفَّسَ ساعَة ً... عَنْهَا، بِتَقْبِيلِ المُقَبِّلِ فَاكِ
(ابن زيدون)
.........
معجون أسنان سيجنال
.........
.........
معجون أسنان سيجنال
.........
عمرو عشماوى 02-05-2009
سوق عكاظ 5
فيما بين هلال ذى القعدة وهلال ذى الحجة من كل عام كان يقام سوق عكاظ فى سهل بين مكة والطائف؛ يُقضى فيه فى كل أمرٍ جلل ويتبارى فيه التجار والشعراء كلٌ بما يملك. ولو إستمر هذا السوق ومرتاديه إلى زماننا، لتغيرت صبغته وتبدلت سلعته، فيجيد شعرائه فى وصف ما لا يستحق طلبا للرزق.
............
............
وللهِ ما أزكى تجارة َ صفقة ٍ ... يكونُ لهمْ خُسرانُها ولنا الرِّبحُ
(ابن عبد ربه)
.........
بنك بيريوس
.........
.........
بنك بيريوس
.........
عمرو عشماوى 02-05-2009
Subscribe to:
Posts (Atom)