مذ بدأ شهر رمضان لعام 1431 هـ 2010 م نويت ألا أتابع أياً من المسلسلات المعروضة؛ كنت واقعيا هذا العام؛ لم أنوى المقاطعة؛ فقط لن أتابع مسلسلا بعينه؛ فأشاهد بعض الحلقات العشوائية حسب مزاج عائلتى وأكتفى بسماع أراء أصدقائى فى مختلف المسلسلات. ظللت على مبدأى ثلث الشهر، حتى صادفت منتصف إحدى حلقات مسلسل الجماعة، لم يطاوعنى بعدها جهاز التحكم عن بعد فى تغيير المحطة، ووجدتنى أتابع المسلسل يوميا بشغف عهدته فى نفسى.
.....
بعد أيام قلائل من عرض المسلسل شنت جماعة الإخوان المسلمون حملة هجوم عنيفة عليه، وأسمع أخبارا، لم أتحرى صحتها، عن عزم جماعة الإخوان إنتاج مسلسل آخر من الأردن يُصلح ما أفسده وحيد حامد، كاتب المسلسل، لم أكن أدرى حجم المشكلة الحقيقى، فساعتها كنت لازلت محتفظا بما فرضت على نفسى من أول الشهر.
.....
لنا عهد عتيد فى تزييف التاريخ؛ تزييف منهجى ومتعمد، فلا يشعر الكاتب بأى حرج فى تغيير حدث أو إضافة واقعة تخدم هدفه، وإن كذبتنى؛ فتحرى عن أفلامنا التاريخية الخالدة "الناصر صلاح الدين" و "وا إسلاماه" فتجد إفتراءات تحولهما إلى أفلام خيالية ومثلهما كثير من الأفلام والمسلسلات. لكنى أظن أن مسلسل الجماعة ليس من هذه الأعمال! فتناوله لسيرة حسن البنا، حتى الآن، نبدو محايدة وأمينة إلى أبعد الحدود، نعم لا تخلو من بعض الأخطاء والكثير من التعريض بمعتقدات الكاتب؛ إلا أنها تكاد تخلو من الأخطاء الجسيمة. وهذا بلا شك مما يحسب لوحيد حامد.
.....
أما عن تصوير الحاضر والصراع الأمنى مع جماعة الإخوان المسلمين؛ فيجانب الحياد جل الوقت؛ فرجال الأمن طيبون يصحبون الغول والعنقاء والخل الوفى، ورجال الإخوان يخالطون مردة الجن وقطاع الطرق. لكن إن جانب هذا التصوير الحياد فلا يبدو لى أن قد أجحف الموضوعية "نسبيا"؛ فمذ متى لا يُزَيَفُ واقعنا على شاشة التلفاز؛ مذ متى تتناول المسلسلات الأمور، حتى الإجتماعية منها، بحياد وموضوعية!
.....
أظن أن أول ما يعدل كفة الحياد معرفة المشاهد بكاتب المسلسل وحيد حامد ودرايتهم بموقفه المسبق من جماعة الإخوان المسلمين؛ فتجد العاقل يحذف المبالغات تلقائيا؛ لمعرفته بإتجاهات الكاتب، بل ربما يطول بعض الحقائق الحذفُ فى محاولات المشاهد التغلب على تحيز الكاتب؛ فيحيّد الإنتقاضات وربما يبالغ فى مباركة الإيجابيات مما قد يرجح كفة المُنتَقَض، تماما كأنك تشاهد هجوما عنيفا من التليفزيون المصرى على قناة الجزيرة القطرية، أو حين تشيد قناة الأهلى بمهارات شيكابالا؛ قس ردة فعلك فى الحالين.
.....
أما عن إختيار إياد نصار للقيام بدور حسن البنا؛ فيعدل كفتى الحياد تماما؛ فهو متمكن ومبهر بما تعنيا الكلمتين من المعانى؛ وتكفى طلاقته فى تكلم الفصحى والعامية المصرية؛ فلو قارنت بين إياد نصار وعبد الرحمن أبو زهرة مثلا فى التمكن من الفصحى لأدركت فى أقل من دقيقة الفرق بين المصرى والشامى فى تكلم العربية؛ فتجد أنّا أبطأ فى نطق الكلمات من الشامى، دون تعجل منه، ناهيك عن المبالغة فى نطق حروف التفخيم والحروف المشددة ككلمتى "أضطررت" أو "سطّر".
.....
أظن أن لجماعة الإخوان المسلمين أن يحمدوا الله على أن سن نور الشريف لا يسمح له بالقيام بدور حسن البنا، وأن محمد رياض بعيداً عن الساحة الفنية!
.....
إجمالا؛ المسلسل رائع ويستحق المشاهدة، ووحيد حامد مبدع متحيز ويعطيك الفرصة لتفكر فى الحدث وتختلف معه، بل إنى أظن أن المسلسل نفسه يصلح أن يكون نسخة الإخوان الموضوعية إذا ما أضافوا شريطا أعلى الشاشة كتب عليه "تأليف وحيد حامد" وحذفوا كل مشاهد عزت العلايلى وابن محمود عبد العزيز.
.....
.....
.....
بعد أيام قلائل من عرض المسلسل شنت جماعة الإخوان المسلمون حملة هجوم عنيفة عليه، وأسمع أخبارا، لم أتحرى صحتها، عن عزم جماعة الإخوان إنتاج مسلسل آخر من الأردن يُصلح ما أفسده وحيد حامد، كاتب المسلسل، لم أكن أدرى حجم المشكلة الحقيقى، فساعتها كنت لازلت محتفظا بما فرضت على نفسى من أول الشهر.
.....
لنا عهد عتيد فى تزييف التاريخ؛ تزييف منهجى ومتعمد، فلا يشعر الكاتب بأى حرج فى تغيير حدث أو إضافة واقعة تخدم هدفه، وإن كذبتنى؛ فتحرى عن أفلامنا التاريخية الخالدة "الناصر صلاح الدين" و "وا إسلاماه" فتجد إفتراءات تحولهما إلى أفلام خيالية ومثلهما كثير من الأفلام والمسلسلات. لكنى أظن أن مسلسل الجماعة ليس من هذه الأعمال! فتناوله لسيرة حسن البنا، حتى الآن، نبدو محايدة وأمينة إلى أبعد الحدود، نعم لا تخلو من بعض الأخطاء والكثير من التعريض بمعتقدات الكاتب؛ إلا أنها تكاد تخلو من الأخطاء الجسيمة. وهذا بلا شك مما يحسب لوحيد حامد.
.....
أما عن تصوير الحاضر والصراع الأمنى مع جماعة الإخوان المسلمين؛ فيجانب الحياد جل الوقت؛ فرجال الأمن طيبون يصحبون الغول والعنقاء والخل الوفى، ورجال الإخوان يخالطون مردة الجن وقطاع الطرق. لكن إن جانب هذا التصوير الحياد فلا يبدو لى أن قد أجحف الموضوعية "نسبيا"؛ فمذ متى لا يُزَيَفُ واقعنا على شاشة التلفاز؛ مذ متى تتناول المسلسلات الأمور، حتى الإجتماعية منها، بحياد وموضوعية!
.....
أظن أن أول ما يعدل كفة الحياد معرفة المشاهد بكاتب المسلسل وحيد حامد ودرايتهم بموقفه المسبق من جماعة الإخوان المسلمين؛ فتجد العاقل يحذف المبالغات تلقائيا؛ لمعرفته بإتجاهات الكاتب، بل ربما يطول بعض الحقائق الحذفُ فى محاولات المشاهد التغلب على تحيز الكاتب؛ فيحيّد الإنتقاضات وربما يبالغ فى مباركة الإيجابيات مما قد يرجح كفة المُنتَقَض، تماما كأنك تشاهد هجوما عنيفا من التليفزيون المصرى على قناة الجزيرة القطرية، أو حين تشيد قناة الأهلى بمهارات شيكابالا؛ قس ردة فعلك فى الحالين.
.....
أما عن إختيار إياد نصار للقيام بدور حسن البنا؛ فيعدل كفتى الحياد تماما؛ فهو متمكن ومبهر بما تعنيا الكلمتين من المعانى؛ وتكفى طلاقته فى تكلم الفصحى والعامية المصرية؛ فلو قارنت بين إياد نصار وعبد الرحمن أبو زهرة مثلا فى التمكن من الفصحى لأدركت فى أقل من دقيقة الفرق بين المصرى والشامى فى تكلم العربية؛ فتجد أنّا أبطأ فى نطق الكلمات من الشامى، دون تعجل منه، ناهيك عن المبالغة فى نطق حروف التفخيم والحروف المشددة ككلمتى "أضطررت" أو "سطّر".
.....
أظن أن لجماعة الإخوان المسلمين أن يحمدوا الله على أن سن نور الشريف لا يسمح له بالقيام بدور حسن البنا، وأن محمد رياض بعيداً عن الساحة الفنية!
.....
إجمالا؛ المسلسل رائع ويستحق المشاهدة، ووحيد حامد مبدع متحيز ويعطيك الفرصة لتفكر فى الحدث وتختلف معه، بل إنى أظن أن المسلسل نفسه يصلح أن يكون نسخة الإخوان الموضوعية إذا ما أضافوا شريطا أعلى الشاشة كتب عليه "تأليف وحيد حامد" وحذفوا كل مشاهد عزت العلايلى وابن محمود عبد العزيز.
.....
.....
عمرو عشماوى (26-08-2010)
1 comment:
وجدتنى أتابع المسلسل يوميا بشغف عهدته فى نفس :)
Post a Comment