هى: تحت امرك يا فندم.
هو: انا عاوز عدسات لونها زى بتاعتك بالظبط.
هى مبتسمة: حاضر يا فندم .. ثوانى.
................
غابت قليلا .. ثم عادت وبيدها علبة صغيرة ناولته اياها ليتفقد الصورة الخارجية سريعا قبل انت ترتسم علامات الرضا على وجهه إذ وافق لون العينين المرسومتين على العلبة مبتغاه.
................
هى: أنا اسفة جدا سائل الحفظ الخاص بالعدسات مش لاقياه .. لو حضرتك اديتنى ساعة بس هيكون جاهز.
هو: مفيش مشكلة .. انا هشتريها دلوقتى .. وهنتظر الساعة دى فى الكافيتريا المقابلة للمحل.
هى: أوك .. أنا هجيبو لحضرتك بنفسى هناك.
هو: متشكرجدا .. فى انتظارك.
................
قضى وقته يفكر فى فتاته التى اشترى العدسات من أجلها، يفكر كيف أن إيليا ابو ماضى، ببيت من الشعر، كان وراء إصراره على أن تستبدل النظارات الطبية بتلك العدسات الملونة، كم تعب فى إقناعها بذلك.
................
تناول قلم من جيبه وكتب على علبة العدسات:
لولا نواعسها ولولا سحرها ... ما ودَّ مالك قلبه لو صيدا
................
هى: إتأخرت عليك؟
قالتها وجلست فى المقعد المقابل له بعد ان وضعت حقيبة يدها على الطاولة.
هو مبتسما: لا أبدا .. إتفضلى.
هى مازحة: ما أنا إتفضلت خلاص. الحقيقة سائل الحفظ لسة مجاش وانا ميعاد ورديتى خلص.
هو مشيرا للنادل: ولا يهمك .. تشربى ايه؟
هى مستطردة: لو ممكن تجيلى بكرة فى نفس الوقت ده؛ أكيد هيكون جاهز.
هو: مافيش مشكلة. أنا لفيت كتيير على درجة اللون وملقتهاش غير عندكو ولقيتك كمان حطاها. تشربى ايه؟
هى خجلة: على فكرة دى مش عدسات؛ ده لون عينى الطبيعى.
النادل: تشربى ايه يا فندم؟
هى: ....
................
تناولت علبة العدسات من أمامه عابثة، لتجد ما خطه عليها؛ راحت تقرأ الكلمات التى كتبها على العلبة ببطئ كطفل حديث العهد بالقراءة. كررتها مرتين قبل أن تعلن يأسها معيدة العلبة لمكانها الأول.
................
هى: مش فاهمة ولا كلمة من اللى انت كاتبها.
صمت قليلا قبل أن يجيبها: معناه إن عنيكى حلوة أوى.
هى بخجل مشيرة إلى التليفزيون: الأغنية دى حلوة أوووى. شريط حسام حبيب الجديد كله يجنن.
نظر خلفه للحظة، واكتفى بإبتسامة دون رد؛ إذ كانت هذه المرة الأولى التى يسمع فيها اسم المطرب الذى ذكرته.
هى بدلال طفولى: أيه مش بتحبه؟
هو: لا طبعا بحبه .. حد ميحبش حسام حبيب.
................
مر الوقت سريعا على كليهما وهما يتجاذبان أطراف حديث كله بلا معنى؛ إذ بعد ساعتين دون توقف عن الكلام لا يتذكر عما تكلموا، فقد إنحسر الكلام على تبادل الإنطبعات وردها عما حولهما؛ الأغانى المعروضة على التلفاز، الأكلات المعروضة فى قائمة الكافيتريا، الزبائن وكل من مر بجانبهما. بدا سعيدا بالحوار عكس ما بدأه؛ وقد حزن حقا حين إستأذنته للمغادرة.
................
هى تلملم حاجاتها: مستنياك بكرة.
هو: أكيد.
................
جلس خمس دقائق قبل أن يدفع حسابه وينصرف إلى سيارته التى أوقفها أمام الكافيتريا.
النادل مهرولا نحو السيارة: يا أستاذ .. حضرتك نسيت العلبة دى.
ناوله النادل علبة العدسات منتظرا كلمة شكر لم يسمعها إذ بدا صاحب العدسات غارقا فى التفكير وهو يتأمل العلبة بين يديه، ولما أفاق، إلتفت ليشكر النادل، فوجده قد غادر. نظر فى ساعته وانطلق مسرعا ليلحق موعد خروج فتاته من عملها.
................
أمام المستشفى، أوقف سيارته، وراح ينتظر خروجها وهو يفكر فى موعد غده؛ ترى؛ ما الذى يجذبه إليها؟ أهو سحر عينها حقا؟! ماذا يرتدى لموعده؟ سيل من التساؤلات وهروب حتى من التفكير فى إجابة.
................
قطع تفكيره صوت إغلاق باب سيارته. حينها وجد فتاته داخل السيارة بنظاراتها الطبية ومعطفها الأبيض تنظر إليه مبتسمة.
هى مازحة: اللى واخد عقلك.
هو: إتأخرتى ليه؟
هى: أصلى نسيت الجرنال فرجعت أجيبه.
أخرجت من حقيبتها جريدة المعارضة الأشهر وأشارت إليها متساءلة: قريت قصيدة فاروق جويدة الأخيرة؟
هو: لا .. مبقيتش أحبه
هى: ليه بقى إنشاء الله؟
هو: علشان بقى كئيب جدا
هى ضاحكة: كئيب بس حلو وبيعجب كل الناس
أدار محرك السيارة وهو يتمم فى سره .. مش كلهم!
................
هو: حلو الفريم بتاع النضارة .. ده جديد؟
هى: لا مش جديد .. إنت اللى مبتحبهاش فمش بتاخد بالك من ان الفريم حلو.
هو محرجا: خلاص غيرت رأيى.
هى مازحة: يعنى هترحمنى من إيليا أبو ماضى؟
هو: هو ايليا أبو ماضى وحش؟
هى: لأ .. بس مش عارفة إشمعنى القصيدة دى اللى عجباك .. ليه مش عجباك "كن جميلا" الى خدناها فى المدرسة؟
هو ضاحكا: علشان خدناها فى المدرسة
هى: كن جميلا ترى النظارات جميلة.
هو ضاحكا: طب أقريلى فاروق جويدة كتب ايه أحسن.
هى سعيدة .. و بطلاقة .. تقرأ القصيدة الجديدة الحزينة طول الطريق.
................
اللعنة على النساء! يأسرن قلبك على إختلاف طبائعهن! هكذا تمتم وهو فى طريق عودته إلى بيته بعد أن أوصل فتاته لمنزلها.
................
تناول علبة العدسات من درج السيارة، أخرج العدسات من العلبة بيد، وبيد أخرى فتح النافذة بجواره وألقى العدسات. راح يتابعها فى مرآة الشمال حتى إختفت عن ناظريه، بعدها أعاد العلبة بما عليها من كلمات إلى درج سيارته وهو يردد بيت إيليا أبو ماضى؛ لكن هذه المرة بعد أن استبدل كلمة "نواعسها" بسكتة لطيفة.
................
لولا نواعسها ولولا سحرها ... ما ودَّ مالك قلبه لو صيدا
................
................
عمرو عشماوى 08-08-2009
هو: انا عاوز عدسات لونها زى بتاعتك بالظبط.
هى مبتسمة: حاضر يا فندم .. ثوانى.
................
غابت قليلا .. ثم عادت وبيدها علبة صغيرة ناولته اياها ليتفقد الصورة الخارجية سريعا قبل انت ترتسم علامات الرضا على وجهه إذ وافق لون العينين المرسومتين على العلبة مبتغاه.
................
هى: أنا اسفة جدا سائل الحفظ الخاص بالعدسات مش لاقياه .. لو حضرتك اديتنى ساعة بس هيكون جاهز.
هو: مفيش مشكلة .. انا هشتريها دلوقتى .. وهنتظر الساعة دى فى الكافيتريا المقابلة للمحل.
هى: أوك .. أنا هجيبو لحضرتك بنفسى هناك.
هو: متشكرجدا .. فى انتظارك.
................
قضى وقته يفكر فى فتاته التى اشترى العدسات من أجلها، يفكر كيف أن إيليا ابو ماضى، ببيت من الشعر، كان وراء إصراره على أن تستبدل النظارات الطبية بتلك العدسات الملونة، كم تعب فى إقناعها بذلك.
................
تناول قلم من جيبه وكتب على علبة العدسات:
لولا نواعسها ولولا سحرها ... ما ودَّ مالك قلبه لو صيدا
................
هى: إتأخرت عليك؟
قالتها وجلست فى المقعد المقابل له بعد ان وضعت حقيبة يدها على الطاولة.
هو مبتسما: لا أبدا .. إتفضلى.
هى مازحة: ما أنا إتفضلت خلاص. الحقيقة سائل الحفظ لسة مجاش وانا ميعاد ورديتى خلص.
هو مشيرا للنادل: ولا يهمك .. تشربى ايه؟
هى مستطردة: لو ممكن تجيلى بكرة فى نفس الوقت ده؛ أكيد هيكون جاهز.
هو: مافيش مشكلة. أنا لفيت كتيير على درجة اللون وملقتهاش غير عندكو ولقيتك كمان حطاها. تشربى ايه؟
هى خجلة: على فكرة دى مش عدسات؛ ده لون عينى الطبيعى.
النادل: تشربى ايه يا فندم؟
هى: ....
................
تناولت علبة العدسات من أمامه عابثة، لتجد ما خطه عليها؛ راحت تقرأ الكلمات التى كتبها على العلبة ببطئ كطفل حديث العهد بالقراءة. كررتها مرتين قبل أن تعلن يأسها معيدة العلبة لمكانها الأول.
................
هى: مش فاهمة ولا كلمة من اللى انت كاتبها.
صمت قليلا قبل أن يجيبها: معناه إن عنيكى حلوة أوى.
هى بخجل مشيرة إلى التليفزيون: الأغنية دى حلوة أوووى. شريط حسام حبيب الجديد كله يجنن.
نظر خلفه للحظة، واكتفى بإبتسامة دون رد؛ إذ كانت هذه المرة الأولى التى يسمع فيها اسم المطرب الذى ذكرته.
هى بدلال طفولى: أيه مش بتحبه؟
هو: لا طبعا بحبه .. حد ميحبش حسام حبيب.
................
مر الوقت سريعا على كليهما وهما يتجاذبان أطراف حديث كله بلا معنى؛ إذ بعد ساعتين دون توقف عن الكلام لا يتذكر عما تكلموا، فقد إنحسر الكلام على تبادل الإنطبعات وردها عما حولهما؛ الأغانى المعروضة على التلفاز، الأكلات المعروضة فى قائمة الكافيتريا، الزبائن وكل من مر بجانبهما. بدا سعيدا بالحوار عكس ما بدأه؛ وقد حزن حقا حين إستأذنته للمغادرة.
................
هى تلملم حاجاتها: مستنياك بكرة.
هو: أكيد.
................
جلس خمس دقائق قبل أن يدفع حسابه وينصرف إلى سيارته التى أوقفها أمام الكافيتريا.
النادل مهرولا نحو السيارة: يا أستاذ .. حضرتك نسيت العلبة دى.
ناوله النادل علبة العدسات منتظرا كلمة شكر لم يسمعها إذ بدا صاحب العدسات غارقا فى التفكير وهو يتأمل العلبة بين يديه، ولما أفاق، إلتفت ليشكر النادل، فوجده قد غادر. نظر فى ساعته وانطلق مسرعا ليلحق موعد خروج فتاته من عملها.
................
أمام المستشفى، أوقف سيارته، وراح ينتظر خروجها وهو يفكر فى موعد غده؛ ترى؛ ما الذى يجذبه إليها؟ أهو سحر عينها حقا؟! ماذا يرتدى لموعده؟ سيل من التساؤلات وهروب حتى من التفكير فى إجابة.
................
قطع تفكيره صوت إغلاق باب سيارته. حينها وجد فتاته داخل السيارة بنظاراتها الطبية ومعطفها الأبيض تنظر إليه مبتسمة.
هى مازحة: اللى واخد عقلك.
هو: إتأخرتى ليه؟
هى: أصلى نسيت الجرنال فرجعت أجيبه.
أخرجت من حقيبتها جريدة المعارضة الأشهر وأشارت إليها متساءلة: قريت قصيدة فاروق جويدة الأخيرة؟
هو: لا .. مبقيتش أحبه
هى: ليه بقى إنشاء الله؟
هو: علشان بقى كئيب جدا
هى ضاحكة: كئيب بس حلو وبيعجب كل الناس
أدار محرك السيارة وهو يتمم فى سره .. مش كلهم!
................
هو: حلو الفريم بتاع النضارة .. ده جديد؟
هى: لا مش جديد .. إنت اللى مبتحبهاش فمش بتاخد بالك من ان الفريم حلو.
هو محرجا: خلاص غيرت رأيى.
هى مازحة: يعنى هترحمنى من إيليا أبو ماضى؟
هو: هو ايليا أبو ماضى وحش؟
هى: لأ .. بس مش عارفة إشمعنى القصيدة دى اللى عجباك .. ليه مش عجباك "كن جميلا" الى خدناها فى المدرسة؟
هو ضاحكا: علشان خدناها فى المدرسة
هى: كن جميلا ترى النظارات جميلة.
هو ضاحكا: طب أقريلى فاروق جويدة كتب ايه أحسن.
هى سعيدة .. و بطلاقة .. تقرأ القصيدة الجديدة الحزينة طول الطريق.
................
اللعنة على النساء! يأسرن قلبك على إختلاف طبائعهن! هكذا تمتم وهو فى طريق عودته إلى بيته بعد أن أوصل فتاته لمنزلها.
................
تناول علبة العدسات من درج السيارة، أخرج العدسات من العلبة بيد، وبيد أخرى فتح النافذة بجواره وألقى العدسات. راح يتابعها فى مرآة الشمال حتى إختفت عن ناظريه، بعدها أعاد العلبة بما عليها من كلمات إلى درج سيارته وهو يردد بيت إيليا أبو ماضى؛ لكن هذه المرة بعد أن استبدل كلمة "نواعسها" بسكتة لطيفة.
................
لولا نواعسها ولولا سحرها ... ما ودَّ مالك قلبه لو صيدا
................
................
عمرو عشماوى 08-08-2009
2 comments:
لولا نواظرها ولولا سحرها..
ما ودَّ مالك قلبه لو صيدا
من أحلى ما قرأت لك و ما قرأت لغير المحترفين عموماً مؤخراً..
نهاية غير متوقعة بالمرة بالنسبة لي .. إذ فكرت في لقاءة القادم وأنه حسم أمره بترك فتاتة لصالح الإنجذاب المثير الجديد والمختلف , فإذا به يعود لإنجذابة الرتيب المعتاد مع فتاتة , فكأن به جانبين , جانب الشخصية المنطلقة التي تريد أن تعيش المغامرة والحب المجنون , والجانب الآخر هي تلك الشخصية المحافظة التي تريد الشكل الإجتماعي.. والإختيار العاقل .. والإنجذاب المحدود .
هذه هي الحياة .. مجموعة خيارات .. فإذا حسم الإنسان أمره أن يخطو داخل إحدى خياراتها فلابد أن تكون خطواته ثابته .. ولا يلتفت للوراء أو يغير طريقة متمنيا ان يتوه بإحدى الطرق الجانبية ليجد مغامرته العجيبة التائهة , فيدوس في طريقة المتخبط على قلوب بريئة .. مثل قلب فتاة المحل .. التي أعطاها بلاشك أملا فيه .. ثم وبسرعة كبيرة جداااا هرب من المغامرة قبل أن تبدأ في رسم خطوط لوحة جديدة في حياتة , إلى طريق اختيارة الأول .
هذه هي الحياة ... تحمل من كل شيء .. كانت لقطة ممتازو تحملها لنا .
فكل الشكر لقلمك المميز دائما
خالص تحيتي
نورين
Post a Comment