لأكثر من مرة أجد مناقشة أو جدال أو إستفتاء عن فرض رقابة على المدونات. ويبدأ كل من طرفى النقاش فى سرد وجهة نظره مستفيضا فى تحليل الموقف وإستعراض الإيجابيات والسلبيات. وفى كل مرة أشاهد أو أقرأ عن هذا الموضوع أتسائل كيف تتم الرقابة على المدونات؟ وعلى أى أساس سوف يتم السماح لمدونة بالظهور إلى النور أو وأدها فى التراب؟.
هل سيتم إختراع شمع أحمر إلكترونى لإغلاق أى مدونة خارجة؟. ,خارجة عن ماذا, أم سوف يتم إعتقال صاحب المدونة نفسه؟ وكيف يمكن أن نعرف صاحب المدونة؟ وكم عدد المدونات المجودة حاليا؟ وكم عدد المواقع التى تسمح للمستخدمين بإنشاء مدونة جديدة؟. الكثير من الأسئلة التى يتجاهلها أى نقاش ولكن السؤال الأهم هو لماذا الآن هذه الضجة؟ فمواقع المدونات موجودة منذ أكثر من خمس سنوات!!. ما الذى طرأ على المدونات؟
يعزى البعض السبب إلى إشتهار بعض المدونات التى تضم طياتها بعض الأراء السياسية وربما تجاوزت بعض هذه المدونات الأدب وربما تجاوز البعض حاجز "قلة الأدب" إلى أبعد منه قليلا, ولكن فى الأخير لاتزال المدونة عبارة عن موقع على شبكة الإنترنت - التى تحتوى بطبيعة الحال على ملايين المواقع المخالفة فى جميع المجالات - لا تمثل حزبا ولا حتى يمكن أن يعتد بها كمصدر رسمى للأخبار أو الأراء. فيمكننا أن نعتبرالمدونة كالكلام. هل هناك رقابة على الكلام؟ بل ربما أن الكلام أكثر توثيقا من المدونة إذ أنك تسمع المتحدث وتراه ويمكنك تحديد هويته.
بإختصار ربما تعبر المدونات كالكلام الذى يتداوله الناس ولكن فى حالة المدونة كلام من طرف واحد ومن حق المتلقى أن يوقف هذا الكلام فى لحظة فقط يغلق متصفح الإنترنت وتنتهى المشكلة. حتى أظن أنه ليس من العدل أن نقارن المدونات بالكلام.
لكن ربما أن من أراد فرض الرقابة على المدونات محق تماما فقد عزف الناس تماما عن المشاركة السياسية مهما كانت صورها، لا أحد يستجيب للمشاركة فى أى إنتخابات، أى إستفتاءات وحين يزوّر الإستفتاء على مرأى ومسمع من الناس لا إعتراض لا إستنكار، فقط صمت تام .. صمت ربما يصاحبه "حرقة دم" نعتاد عليها مع تكرار الإنتخابات والتعديلات الدستورية، "حرقة دم" قد لا تستطيع تدوينها بعد فرض الرقابة على المدونات وربما مع مرور الوقت قد لا تستطيع التفكير فيما "يحرق دمك" بشكل غير لائق أو بشكل تتعدى فيه الحدود فقط تفكر يشكل حضارى ولا تتدخل فيما لا يخصك فربما يكون هناك رقابة على الكلام الذى تتحدث به إلى نفسك.
قد تمنع المدونات ليست لأنها مخالفة للقانون لكن لإننا تعودنا الصمت بل إننا أتقناه، فكما تقول "غادة السمان" لأننا نتقن الصمت .. حمّلونا وزر النوايا
عمرو عشماوى 11-06-2007
هل سيتم إختراع شمع أحمر إلكترونى لإغلاق أى مدونة خارجة؟. ,خارجة عن ماذا, أم سوف يتم إعتقال صاحب المدونة نفسه؟ وكيف يمكن أن نعرف صاحب المدونة؟ وكم عدد المدونات المجودة حاليا؟ وكم عدد المواقع التى تسمح للمستخدمين بإنشاء مدونة جديدة؟. الكثير من الأسئلة التى يتجاهلها أى نقاش ولكن السؤال الأهم هو لماذا الآن هذه الضجة؟ فمواقع المدونات موجودة منذ أكثر من خمس سنوات!!. ما الذى طرأ على المدونات؟
يعزى البعض السبب إلى إشتهار بعض المدونات التى تضم طياتها بعض الأراء السياسية وربما تجاوزت بعض هذه المدونات الأدب وربما تجاوز البعض حاجز "قلة الأدب" إلى أبعد منه قليلا, ولكن فى الأخير لاتزال المدونة عبارة عن موقع على شبكة الإنترنت - التى تحتوى بطبيعة الحال على ملايين المواقع المخالفة فى جميع المجالات - لا تمثل حزبا ولا حتى يمكن أن يعتد بها كمصدر رسمى للأخبار أو الأراء. فيمكننا أن نعتبرالمدونة كالكلام. هل هناك رقابة على الكلام؟ بل ربما أن الكلام أكثر توثيقا من المدونة إذ أنك تسمع المتحدث وتراه ويمكنك تحديد هويته.
بإختصار ربما تعبر المدونات كالكلام الذى يتداوله الناس ولكن فى حالة المدونة كلام من طرف واحد ومن حق المتلقى أن يوقف هذا الكلام فى لحظة فقط يغلق متصفح الإنترنت وتنتهى المشكلة. حتى أظن أنه ليس من العدل أن نقارن المدونات بالكلام.
لكن ربما أن من أراد فرض الرقابة على المدونات محق تماما فقد عزف الناس تماما عن المشاركة السياسية مهما كانت صورها، لا أحد يستجيب للمشاركة فى أى إنتخابات، أى إستفتاءات وحين يزوّر الإستفتاء على مرأى ومسمع من الناس لا إعتراض لا إستنكار، فقط صمت تام .. صمت ربما يصاحبه "حرقة دم" نعتاد عليها مع تكرار الإنتخابات والتعديلات الدستورية، "حرقة دم" قد لا تستطيع تدوينها بعد فرض الرقابة على المدونات وربما مع مرور الوقت قد لا تستطيع التفكير فيما "يحرق دمك" بشكل غير لائق أو بشكل تتعدى فيه الحدود فقط تفكر يشكل حضارى ولا تتدخل فيما لا يخصك فربما يكون هناك رقابة على الكلام الذى تتحدث به إلى نفسك.
قد تمنع المدونات ليست لأنها مخالفة للقانون لكن لإننا تعودنا الصمت بل إننا أتقناه، فكما تقول "غادة السمان" لأننا نتقن الصمت .. حمّلونا وزر النوايا
عمرو عشماوى 11-06-2007