دائما ما كنت أتصور أن القنوات الفضائية المخصصة للأغانى المصورة هى أكثر القنوات مخالفة للعرف والشرع. وعادة ما كنت أشفق عن أصحاب هذه القنوات الذين قد خصصوا ثرواتهم لعرض الأغانى المصورة العارية التى لا يختلف أحد –حتى بعض الملحنين أو الشعراء الذين ساهموا فى كتابة بعض منها- على عدم شرعيتها و على تأثيرها السئ فى الفرد و المجتمع ناهيك عن عرض الأغانى المصورة المحترمة (مش عارية أوى).
كان لاشك عندى أن هذه القنوات هى أسوأ القنوات العربية حتى قادنى الملل إلى تصفح بعض القنوات الغير معروفة الموجودة على جهاز الإستقبال وقد لفت نظرى قناة اسمها شهرذاد. استوقفنى هذا الإسم وتوقعت أنها قناة لعرض الحكايات للأطفال (حواديت) ولكن كم كنت مخطئا.
بدت للوهلة الأولى أنها قناة من قنوات الأغانى المصورة الكثيرة ولكن لم يمضى وقت طويلا حتى بدأت شهرزاد بالكلام غير المباح.
بدأت حلقة من برنامج اسمه "عندما يدور القمر" كان الأسم ملفت جدا لكنه لم يكن الأغرب فى هذه الليلة. كانت مقدمة البرنامج (المذيعة) أمرأة فى منتصف الثلاثينات ترتدى الحجاب وعدة خواتم ذهبية كبيرة فى كلتا يديها. كان جليا أنها لم تكن تهتم لقوامها مثل زميلاتها. بدأت الحلقة و قدمت ضيفها المنجم المشهور أبو على. أبو على هو منجم عراقى فى العقد الرابع أو الخامس من العمر يدعى أنه قد أُتى من علم التنجيم ما لم يأته أحد من الدجالين اللآخرين الذين يحتالون على الناس ويعللون جهلهم بإدعاء السحر و المس على حد قوله!. و كانت من كلماته التى أستوقفتنى أثناء نقاشه مع مقدمة البرنامج "أنا أرى ما لا ترون" (أنا أفتكرته قصده أنه شايف المخرج و المصورين لكن ماكانش ده قصده). و طبعا تطرق الموضوع إلى الأحجبة ورش الملح وما شابه ثم بدأ أبو على فى تلقى الإتصالات الهاتفية وها قد بدأ الجزء الأكثر إثارة فى هذه الحلقة.
يبدأ المتصل بالتحدث إلى مقدمة البرنامج ويسلم عليها وعلى أبو على ثم تطلب مقدمة البرنامج من المتصل أن يذكر اسمه بالأضافة إلى اسم أمه وهنا يبدأ دور أبو على يقوم بتسجيل الاسم ويصمت لمدة نصف دقيقة متظاهرا بكتابة بعض الأشياء ثم يسأل المتصل "(عن شو حابب تعرف؟)" و هنا يبدأ المتصل فى سرد مشكلته فمثلا تقول متصلة أنا كنت على علاقة بشاب و ... هنا يقاطعها أبو على بنبرة صوت واثقة "(ما تحكيش أنا عارف كل حاجة... أنا استنطق القرين)" فتصمت الفتاة و هنا يبدأ أبو على بأخبارها بتفاصيل ما يعرفه "(هذا الشاب ليس جادا ولا يحبك ولا امل لكما معا)". و هذا طبيعى جدا (ماهو الشاب ده لو كان نص كويس ما كانتش كلمتك أصلا).
وعلى هذا المنوال تدور الإتصالات من يسأل عن الصحة فهو مريض ومن يسأل عن الرزق فهو مضيق عليه ثم يختم أبو على بوصف العلاج فمثلا حينا يقول ("أقرأ آية الكرسى 77 مرة و سورة الإنسان مرتين يوميا بعد المغرب لمدة سبع أيام ") و حينا أخرى يقول ("اكتب على ورقة فرعون لعين .. نمرود لعين .. هامان لعين .. إلى يوم الدين. ثم اخلع ملابسك وقم بحرق هذه الورقة و ارقِ نفسك بها بشكل دائرى ثم قم بالأستحمام. كرر هذه العملية لمدة شهر و سوف يوسع لك فى الرزق") طبعا يشكر المتصل أبو على وكأنما أبو على كتب له شيك.
ومن الملفت أن أبو على يبالغ فى إجلال المتصل فإن كانت سيدة لا ينادبها إلا "بمولاتى" و إن كان رجلا فيناديه ب"سيدى" أو "خادمك" و حين يطلب المتصل طلبا من أبو على كأن يجد له حلا لمشكلته نجد أبو على يرد بسرعة "خادم أصيل"!! ما كل هذا التبجيل؟!! لكن فسرت هذا الأمر أن من عاشر قوما تطبع بطبعهم, طبعا أبو على يعاشر الجن و العفاريت وكما هو معلوم للجميع أن العفاريت (مؤدبة) جدا ولا تخاطب الإنس إلا "سيدى" و "شبيك لبيك".
و تستمر الحلقة و أبو على يفاجئك بأنه يعرف كل مشاكلك دون أن تتكلم وبمقدوره أن يصلح لك الحال. و بين الإتصالات تذّكر المذيعة الناس بقدرات أبو على وتبدى أنبهارها به و بعلمه بل فى إحدى الحلقات تقول ("أبو على.. لازم تعملّى حجاب")!! طبعا أبو على جاهز "خادم أصيل". (حتى المذيعة).
تنتهى الحلقة و تستأنف القناة سلسلة من الأغانى المصورة إياها حتى تأتى السهرة. السهرة تكون مع برنامج المسابقات الرهيب البرنامج عبارة سؤال مكتوب فى نصف الشاشة و النصف الآخر تقف فيه مقدمة البرنامج و هى فى الأغلب ليست (مذيعة) ولكن ممكن أن تكون واحدة كانت ترقص منذ دقائق فى أحد الأغانى العارية وقد جائت لتقديم البرنامج (بلبس الشغل).
تبدأ (الحلوة) بشرح قواعد اللعبة وهى أن تتصل فيرد عليك الكمبيوتر يسجل رقمك و يخصم من رصيدك ثمن المكالمة ثم يقوم الكمبيوتر فى وقت لاحق –بعد تلقى آلاف المكالمات- بإختيار رقم عشوائى من أرقام المتصلين و إعطائه الفرصة لكى يجيب عن السؤال (العظيم) فإن كانت الإجابة صحيحة (تربح) معنا 50$ و تلعب على الجائزة الكبرى وهى لعبة إحتمالات تطلب منك تخمين الناتج الصحيح لرمى قطعة معدنية ثمان مرات متتالية طبعا إن نجحت فى تخمين سبع مرات و أخفقت فى الثامنة تأخذ ال 50$ (بس). حاولت تذكر قوانين الإحتمالات لمعرفة نسبة نجاح الفرد فى توقع الناتج الصحيح لرمى قطعة معدنية ثمان مرات متتالية لكن لم أنجح ولم أبذل جهدا فى التذكر ولكن مستحييييل.
بعد شرح القواعد يبدأ تشغيل أغانى بصوت خافت وتبدأ (الحلوة) فى (تحميس) المشاهدين للإتصال وتغنى أو ترقص مع الأغنية ذات الصوت الخافت. يستمر هذا الوضع طوال البرنامج نصف الشاشة للسؤال و النصف الآخر (الحلوة) بتتدلع فيه (معلش ماشوها بتتدلع).
أما السؤال فهو سؤال من نوع ("قاض عادل له كفين و ليس له عينين") أو ("ثلاثة وخمستين وزودنا عليهم اثنين وقدهم مرتين يبقوا كام؟") و طبعا( الحلوة) تقعد تقرأ السؤال 100 مرة و ساعات تمثله كمان. فى إحدى المرات كان السؤال ("ما هو منتهى الحب ومنتهى العجب") و جاء الدور على سعيد الحظ رجل من الخليج وقد ادعى صعوبة السؤال وطلب من الحلوة أنها تساعده فبدأت الحلوة تقرأ السؤال عليه و تتعمد إظهار حرف الباء فى آخر كلا من الكلمتين الحب والعجب. ولكن لا حياة لمن تنادى فى الأخير أستجمع الرجل قواه و أجاب ("منتهى الحب ومنتهى العجب هو..الإحترام")!!! (بقى انت قدامك الحلوة وتقول الإحترام!!! يا راجل حرام علييييييييك).
طبعا بعد هذا البرنامج قمت بتحويل القناة إلى قناة (مزيكا) منتظرا أغنية (نانسى) الجديدة وأنا مرتاح الضمير و أدعو للقائمين على قناة مزيكا بأن يجعل الله هذا العمل فى ميزان حساناتهم!!. فهم (على رأى الشيخ صالح) يدفعون الضرر الأكبر بالضرر الأقل!!!!!!!......ز
طوال اليوم حتى بعد أن يؤذن الديك لا تسكت شهرزاد عن الكلام غير المباح. فهى تقدم الأغانى الخليعة وتنشر الإباحية والعرى من خلال هذه الأغانى كما أنها تقوى إعتقاد الناس فى المنجمين مما يقودهم إلى الشرك بالله و تشجع الناس على السفه والتبذير و إهدار أموالهم والمقامرة عبر برامج المسابقات.ماذا قد تبقى؟! (عارفين أيه إلى ناقص) دعونى أستعير كلمات أحمد عيد فى فيلمه الجديد. ("ناقص إن القناة دى توأد بنات").
كان لاشك عندى أن هذه القنوات هى أسوأ القنوات العربية حتى قادنى الملل إلى تصفح بعض القنوات الغير معروفة الموجودة على جهاز الإستقبال وقد لفت نظرى قناة اسمها شهرذاد. استوقفنى هذا الإسم وتوقعت أنها قناة لعرض الحكايات للأطفال (حواديت) ولكن كم كنت مخطئا.
بدت للوهلة الأولى أنها قناة من قنوات الأغانى المصورة الكثيرة ولكن لم يمضى وقت طويلا حتى بدأت شهرزاد بالكلام غير المباح.
بدأت حلقة من برنامج اسمه "عندما يدور القمر" كان الأسم ملفت جدا لكنه لم يكن الأغرب فى هذه الليلة. كانت مقدمة البرنامج (المذيعة) أمرأة فى منتصف الثلاثينات ترتدى الحجاب وعدة خواتم ذهبية كبيرة فى كلتا يديها. كان جليا أنها لم تكن تهتم لقوامها مثل زميلاتها. بدأت الحلقة و قدمت ضيفها المنجم المشهور أبو على. أبو على هو منجم عراقى فى العقد الرابع أو الخامس من العمر يدعى أنه قد أُتى من علم التنجيم ما لم يأته أحد من الدجالين اللآخرين الذين يحتالون على الناس ويعللون جهلهم بإدعاء السحر و المس على حد قوله!. و كانت من كلماته التى أستوقفتنى أثناء نقاشه مع مقدمة البرنامج "أنا أرى ما لا ترون" (أنا أفتكرته قصده أنه شايف المخرج و المصورين لكن ماكانش ده قصده). و طبعا تطرق الموضوع إلى الأحجبة ورش الملح وما شابه ثم بدأ أبو على فى تلقى الإتصالات الهاتفية وها قد بدأ الجزء الأكثر إثارة فى هذه الحلقة.
يبدأ المتصل بالتحدث إلى مقدمة البرنامج ويسلم عليها وعلى أبو على ثم تطلب مقدمة البرنامج من المتصل أن يذكر اسمه بالأضافة إلى اسم أمه وهنا يبدأ دور أبو على يقوم بتسجيل الاسم ويصمت لمدة نصف دقيقة متظاهرا بكتابة بعض الأشياء ثم يسأل المتصل "(عن شو حابب تعرف؟)" و هنا يبدأ المتصل فى سرد مشكلته فمثلا تقول متصلة أنا كنت على علاقة بشاب و ... هنا يقاطعها أبو على بنبرة صوت واثقة "(ما تحكيش أنا عارف كل حاجة... أنا استنطق القرين)" فتصمت الفتاة و هنا يبدأ أبو على بأخبارها بتفاصيل ما يعرفه "(هذا الشاب ليس جادا ولا يحبك ولا امل لكما معا)". و هذا طبيعى جدا (ماهو الشاب ده لو كان نص كويس ما كانتش كلمتك أصلا).
وعلى هذا المنوال تدور الإتصالات من يسأل عن الصحة فهو مريض ومن يسأل عن الرزق فهو مضيق عليه ثم يختم أبو على بوصف العلاج فمثلا حينا يقول ("أقرأ آية الكرسى 77 مرة و سورة الإنسان مرتين يوميا بعد المغرب لمدة سبع أيام ") و حينا أخرى يقول ("اكتب على ورقة فرعون لعين .. نمرود لعين .. هامان لعين .. إلى يوم الدين. ثم اخلع ملابسك وقم بحرق هذه الورقة و ارقِ نفسك بها بشكل دائرى ثم قم بالأستحمام. كرر هذه العملية لمدة شهر و سوف يوسع لك فى الرزق") طبعا يشكر المتصل أبو على وكأنما أبو على كتب له شيك.
ومن الملفت أن أبو على يبالغ فى إجلال المتصل فإن كانت سيدة لا ينادبها إلا "بمولاتى" و إن كان رجلا فيناديه ب"سيدى" أو "خادمك" و حين يطلب المتصل طلبا من أبو على كأن يجد له حلا لمشكلته نجد أبو على يرد بسرعة "خادم أصيل"!! ما كل هذا التبجيل؟!! لكن فسرت هذا الأمر أن من عاشر قوما تطبع بطبعهم, طبعا أبو على يعاشر الجن و العفاريت وكما هو معلوم للجميع أن العفاريت (مؤدبة) جدا ولا تخاطب الإنس إلا "سيدى" و "شبيك لبيك".
و تستمر الحلقة و أبو على يفاجئك بأنه يعرف كل مشاكلك دون أن تتكلم وبمقدوره أن يصلح لك الحال. و بين الإتصالات تذّكر المذيعة الناس بقدرات أبو على وتبدى أنبهارها به و بعلمه بل فى إحدى الحلقات تقول ("أبو على.. لازم تعملّى حجاب")!! طبعا أبو على جاهز "خادم أصيل". (حتى المذيعة).
تنتهى الحلقة و تستأنف القناة سلسلة من الأغانى المصورة إياها حتى تأتى السهرة. السهرة تكون مع برنامج المسابقات الرهيب البرنامج عبارة سؤال مكتوب فى نصف الشاشة و النصف الآخر تقف فيه مقدمة البرنامج و هى فى الأغلب ليست (مذيعة) ولكن ممكن أن تكون واحدة كانت ترقص منذ دقائق فى أحد الأغانى العارية وقد جائت لتقديم البرنامج (بلبس الشغل).
تبدأ (الحلوة) بشرح قواعد اللعبة وهى أن تتصل فيرد عليك الكمبيوتر يسجل رقمك و يخصم من رصيدك ثمن المكالمة ثم يقوم الكمبيوتر فى وقت لاحق –بعد تلقى آلاف المكالمات- بإختيار رقم عشوائى من أرقام المتصلين و إعطائه الفرصة لكى يجيب عن السؤال (العظيم) فإن كانت الإجابة صحيحة (تربح) معنا 50$ و تلعب على الجائزة الكبرى وهى لعبة إحتمالات تطلب منك تخمين الناتج الصحيح لرمى قطعة معدنية ثمان مرات متتالية طبعا إن نجحت فى تخمين سبع مرات و أخفقت فى الثامنة تأخذ ال 50$ (بس). حاولت تذكر قوانين الإحتمالات لمعرفة نسبة نجاح الفرد فى توقع الناتج الصحيح لرمى قطعة معدنية ثمان مرات متتالية لكن لم أنجح ولم أبذل جهدا فى التذكر ولكن مستحييييل.
بعد شرح القواعد يبدأ تشغيل أغانى بصوت خافت وتبدأ (الحلوة) فى (تحميس) المشاهدين للإتصال وتغنى أو ترقص مع الأغنية ذات الصوت الخافت. يستمر هذا الوضع طوال البرنامج نصف الشاشة للسؤال و النصف الآخر (الحلوة) بتتدلع فيه (معلش ماشوها بتتدلع).
أما السؤال فهو سؤال من نوع ("قاض عادل له كفين و ليس له عينين") أو ("ثلاثة وخمستين وزودنا عليهم اثنين وقدهم مرتين يبقوا كام؟") و طبعا( الحلوة) تقعد تقرأ السؤال 100 مرة و ساعات تمثله كمان. فى إحدى المرات كان السؤال ("ما هو منتهى الحب ومنتهى العجب") و جاء الدور على سعيد الحظ رجل من الخليج وقد ادعى صعوبة السؤال وطلب من الحلوة أنها تساعده فبدأت الحلوة تقرأ السؤال عليه و تتعمد إظهار حرف الباء فى آخر كلا من الكلمتين الحب والعجب. ولكن لا حياة لمن تنادى فى الأخير أستجمع الرجل قواه و أجاب ("منتهى الحب ومنتهى العجب هو..الإحترام")!!! (بقى انت قدامك الحلوة وتقول الإحترام!!! يا راجل حرام علييييييييك).
طبعا بعد هذا البرنامج قمت بتحويل القناة إلى قناة (مزيكا) منتظرا أغنية (نانسى) الجديدة وأنا مرتاح الضمير و أدعو للقائمين على قناة مزيكا بأن يجعل الله هذا العمل فى ميزان حساناتهم!!. فهم (على رأى الشيخ صالح) يدفعون الضرر الأكبر بالضرر الأقل!!!!!!!......ز
طوال اليوم حتى بعد أن يؤذن الديك لا تسكت شهرزاد عن الكلام غير المباح. فهى تقدم الأغانى الخليعة وتنشر الإباحية والعرى من خلال هذه الأغانى كما أنها تقوى إعتقاد الناس فى المنجمين مما يقودهم إلى الشرك بالله و تشجع الناس على السفه والتبذير و إهدار أموالهم والمقامرة عبر برامج المسابقات.ماذا قد تبقى؟! (عارفين أيه إلى ناقص) دعونى أستعير كلمات أحمد عيد فى فيلمه الجديد. ("ناقص إن القناة دى توأد بنات").
عمرو عشماوى (30-01-2007)
2 comments:
:-) Amr... w7shtny gedan! w Blog gamed gedan gedan!
Thank U Hany, I Miss u Too.
Post a Comment